يوميات قاطن معسكر ٢٠

يوميات قاطن معسكر

(٢٠)

مرّ يومان على لقاء علي وصاحبه عمّار سنونو، أثار ذلك اللقاء مشاعر في نفس علي وعواطف وشجون أدت إلى فتح جروح لم تبرأ آلامها وحاول في الماضي القريب وضع غطاء عليها والمضي نحو الهدف الأسمى الجديد وهو المشاركة ولو بالقليل لتغيير وضع البلد عامة والإقليم خاصة.

أخذ يراقب هاتفيه، ويتحقق من انهما يعملان كُل حينٍ وأُخرى، تدخله الشكوك في أن عطل ما أصاب موبايله، فيستخدم هاتفه الأول ج كي يتصل بموبايله الثاني، وعند تأكُده من عمل الموبايل يجتابه شيئ من الإرتياح المؤقت وبعدها ترجع إليه ظنونه ويعاود نفس العملية ولسان حاله يقول: عندما يتعلق الغريق بقشة! Continue reading

يوميات قاطن معسكر ١٩

يوميات قاطن معسكر

(١٩)

يا علي سلام عليكم، انت هنا؟

شاب أنيق الملبس ينادي علي من وراء حجاب الراكوبة في صباح يوم الأحد عند الساعة التاسعة والنصف.

كان علي مستيقظاً منذ ساعة تقريباً، تناول الشاي بعد ان صلّى الصبح، واخذ يقرا ما تيسر له من الوثائق التي اعطاها اياه جنابو بخيت، تحمل في طياتها المشاكل التي مر بها الاقليم منذ الاستقلال الى يومه الحالي، تحكّر في وسط راكوبته وهو يقرأ الاوراق، مسلسل من الاستهداف منذ الاستعمار مروراً بفترة الاستقلال والتي عُرِّفت في الوثائق بالجلاء، وما تلته من حقب أُطلِق على بعضها الديموقراطية وبعضها الدكتاتورية، عمومها ان الاقليم كان يعامل كملحق ومزرعة سافنا فقيرة خلفية لحكومات المركز التتالية، واستخدام العامل الديني من قبل حزب الامة في الحقب المُسمى بالديموقراطية ومن ثم استغلال شعبيتهم في دارفور بتخدير السكان بمآثر الثورة المهدية، ثم ارسال مرشحيهم من المركز لنزول الانتخاب في الاقليم، وفي بعض الاحيان لا يحتاج المرشحين ان يخطو خارج المركز، فيتم ترشيحهم وفوزهم بالاشارة، غالباً مقابل صكوك الغفران ووعود مشايخ القبائل في المنطقة بجنات تجري من تحتها الانهار، وكأس كان مزاجُها زنجبيلا. Continue reading